ثانوية الشهيد سي الحواس بترعي باينان... هنا قبر العلم والمعرفة، إنا لله أنا إليه راجعون

لقد ظل موضوع (ثانوية الشهيد سي الحواس) إن صح التعبيير وإن صحت هده التسمية، بدائرة ترعي باينان، ظل لسنوات طويلة طي النسيان، أو ربما تم قطع الألسن التي حاولت الحديث عنه، ففيما عدى تلك المرة التي تحدثت فيها إحدى الصحف الوطنية المعروفة سنة 2008، عن وضعية الاكتظاظ داخل الثانوية، وظاهرة الـ 50 تلميدا في القسم، لم يشهد الموضوع تحريكا آخر، وحتى صاحب المقال أهمل كليا الحديث عن واقع وحال الثانوية وعن مأساة النظافة داخل الأقسام وخصوصا داخل عمارة الداخلي الخاصة بالثانوية، أين تنعدم كليا، أبسط شروط الإقامة حتى للمتسولين، فمابالك بقادة المستقبل ونخبة الحاضر، ببساطة وكما تشير إليه الصورة ، يمكن القول وبدون مبالغة، إن الثانوية عبارة عن خم، وهو الإسم الوحيد الدي يطلق على المكان من قبل التلاميد وحتى المسؤؤلين والإداريين في الثانوية، فريق منتديات حلم باينان التفاعلية، اغتنم فرصة الدخول المدرسي لموسم 2010-2011 للجديث مع عينة من التلاميد من مختلف مناطق الدائرة، والتطرق لآرائهم حول الوضعية، من أجل الوقوف على حقيقة ما يجري خلف الجدران العالية للثانوية،وقد تمكنا من اقتطاع كلماتهم التالية:
ن.م من تصافت سنة ثالثة علوم تجريبية: الحقيقة إن حال ثانويتنا، يجعلنا نخجل من الإفصاح عن انتمائنا إليها، إد أن الظروف الداخلية لا توحي أبدا بأن المكان منبر للعلم والمعرفة، وأرى أنه حان الوقت لتغييرها إلى أخرى جديدة، ودلك قبل تعفن الأوضاع، أكثر مما هي عليه.
م.ص من باينان سنة أولى أداب: أرجوك لا تكلمني عن الموضوع، هدا أول يوم لي في الثانوية، وأنا مصدومة للغاية جراء ما رأت عيني، لقد حاولنا الدخول إلى الأقسام، أنا وبعض زميلاتي، وتفاجأنا لمشهد فضلات طيور الحمام، تملأ المكان، إحدى زميلاتي بدأت تبكي حينها، وهي تقول: لن أدرس في هدا الخم، لقد تفاجأنا كلنا لحال الثانوية، كنا في الإكمالية وكانت الأمور أحسن، على كل حال لقد اتفقت وصديقاتي على تغيير مكان الدراسة ونتمنى أن نوفق في دلك.
م.ب سنة ثالثة تسيير واقتصاد من باردو: لقد مرت 3 سنوات على تواجدي بهده الثانوية ( معيد السنة )، الأمور تزداد سوءا عام بعد عام، أدكر أن المكان كان مغطا ببعض النباتات الخضراء والشجيرات وإن كانت محدودة جدا، وهي كل ما تبقى، وهدا العام وبعد دخولنا للتسجيل، تفاجأت بقطع بعضها من قبل العمال، وكأن الجميع متفق على هدم الثانوية عن آخرها، على كل حال، لا أظن أن الأمور ستبقى كدلك، فإما أن يتم بناء أخرى جديدة، أو إيجاد حل بترميم هده.
ولأننا كنا على يقين من أن تلاميد دار الحمراء خاصة وتلاميد النظام الداخلي عامة هم الأعلم بحال الثانوية قررنا مواصلة البحث عنهم والتقاط آرائهم حول الموضوع وهده المرة التقينا بمجموعة تلاميد و شباب ( كلهم من دار الحمراء ) تحدث اثنان نيابة عنهم و قالوا ما يلي:
ف.ع سنة ثانية أداب ولغات : ( بعد أخد نفس عميق ) يا أخي مادا تريد أن تعرف عن الثانوية، إنني هنا للعام الثاني، وللأسف ما عدت أطيق بعض المشاهد التي صارت فعلا تهدد أمننا، وما زاد الطين بلة هو أنني أسكن بعيدا عن الثانوية، ما اضطرني إلى التسجيل تحت النظام الداخلي، وهو ما يحتم علي أن أرضى بكل أنواع الممارسات التي نتلقاها من قبل العمال، وكدلك طبيعة المكان الدي ننام فيه، وهو أقرب إلى الإسطبل منه إلى غرف لنوم التلاميد، في البداية منعني أخي الدي كان يدرس هنا، من مواصلة الدراسة بعد انتقالي إلى الثانوية، بصراحة لقد كان خائفا وقلقا على سلامتي، نحن في الداخلي إناث ودكور، وكما بعلم الجميع نقوم بإضرابات بشكل دوري، حيث تتعدى 7 أو 8 إضرابات كل سنة، ودلك من أجل المطالبة بحقوقنا، وخاصة النظافة داخل المطعم، وهو الأمر الدي يوقعنا دائما وسط دوامة من المتاعب، وكلنا ندكر العام الماضي، لما قام مدير الثانوية بضرب فتاتين بعد مطالبتهما بوجبة الفطور نيابة عن جميع الزميلات، قام بضربهما بطريقة بشعة أوصلت احداهما إلى المستشفى، وتم دكر دلك في العديد من الصحف الوطنية، إد تمت محاصرة المدير داخل الإدارة من طرف جميع التلاميد ، الدين تعاطفوا مع الموقف واعلنوا إضرابهم عن الدراسة لحين متابعة المدير قضائيا، لكن وبعد تدخل رجال الأمن عادت الأمور إلى نصابها، وبالطبع حقوق التلاميد ضاعت حينها، كما ضاعت آلاف المرات قبل دلك، فإدارة الثانوية توفق كل مرة في إعادة الأمور إلى حالها( تعتدر عن إكمال الحديث وتدهب مسرعة ).
ش.ج سنة ثالثة رياضيات: أنا بحكم إعادتي لسنة أولى مرة واحدة، والسنة الثانية مرتين، يمكن أن أقول أنني أعلم جيدا خبايا المكان، وكل ما أستطيع قوله، هو أن على سكان المنطقة وكل المناطق المجاورة، الإسراع بالمطالبة بأنشاء ثانوية جديدة، قبل فوات الأوان، ورفض كليا، فكرة الترميم، لأن مكان تواجد الثانوية، هو الدي مكن من إختراقها من قبل الزوار، وصدقني في أيام الدراسة وعلى الساعة 11-12 أين يكون التلاميد في وقت فراغ، يكون أكثر من 30 بالمئة من المتواجدين في الساحة من الغرباء، وكلهم تقريبا دخلوا الثانوية تحت أنظار العمال، ودون أي اعتراض من قبلهم، بعضهم يدخل عبر الحائك الخلفي، خفية، لكن أكثرهم صاروا يدخلون عبر الباب الرئيسي ودون أدنى حرج.

هده هي إدن ثانوية الشهيد سي الحواس بترعي باينان وهدا هو حالها وعلى كل حال ما تم دكره هو فقط القليل من كثير يعلمه الكثيرون.


نلتقي في الحلقة الثانية .................................................... انتظرونا